تأثير مشاهد العنف والدماء على الصحة النفسية

نشر حديثا في مؤتمرعلم النفس السنوي في بريطانيا نتيجة دراسة اجريت على مجموعة من الاشخاص اظهر امكانية حدوث ما يعرف باضطراب ما بعد الصدمة بعد مشاهدة مشاهد القتل والعنف .
اجريت الدراسة على 189 شخص متوسط اعماره 37 سنة من كلا الجنسين الاشخاص لم يتعرضوا سابقا بشكل مباشر الى اي خطر جسدي ، طبق الباحثون المقاييس المعتمدة للاعراض النفسية على هؤلاء الاشخاص الذين شاهدوا عبر التلفاز او الانترنت مشاهد القتل والعنف والدمار تبيين من خلال الدراسة ان ما نسبته 22% من هؤلاء الاشخاص اظهروا بشكل واضح اعراض اضطراب ما بعد الصدمة وهو مرض نفسي ينتج بعد تعرض الشخص لتهديد مباشر على بنيته الجسدية او على حياته ويتفاعل في وقت هذا الخطر باعراض عصابية شديدة ثم تظهر بعد ذلك بقية اعراض المرض على شكل متواتر بدأ بحالة من  اعادة صورة الحادث اما بشكل بصري او على شكل احلام مزعجة وكوابيس مع استمرارية تجنب الشخص لمكان حدوث الحادثة ثم حالة من ازدياد التنبه العصبي على شكل قلة النوم والخوف المستمر وردات الفعل الحركية  المبالغ فيها تجاه المنبهات الصوتية المفاجئة وصولا الى العزلة التدريجية وعدم الرغبة في التواصل الاجتماعي وعدم الرغبة بالعمل انتهائا بالاكتئاب الكبير .
ربما تكون هذه النسبة غير مقلقة للبعض ولكن يجب ان تؤخذ على محمل الجد اذا ما فكرنا بتأثير هذه المشاهد على الاطفال حيث من المعلوم ان وسائل الاتصال اصبحت متاحة للغالبية من الاطفال حول العالم واذا ما أوسيء استعمالها من قبلهم خصوصا من دون المراقبة المباشرة من قبل الاهل فأنهم سوف يكونون عرضة لمثل هذه المشاهد ، وبالتالي التأثيرات النفسية الخطيرة خصوصا اذا علمنا بأن الاطفال يكونون هشي البنية الجسدية والنفسية مقارنة بالكبار وأن التأثرات النفسية تكون اكبر اثرا واوخم عاقبة وربما لو جريت هذه الدراسات على الاطفال لكانت النسبة اكبر بكثير ، ولكانت التأثيرات  النفسية تشمل اضطرابات اخرى اشد خطورة مثل اضطرابات الشخصية الضد اجتماعية وتعاطي المخدرات .
لاشك ان التعرض للمشاهد الحادة والعنيفة يحمل اثارا سلبية على نفسية الانسان وان الابتعاد عنها امر مطلوب بالنسبة لنا كبالغين ولكن الاهم هو تجنيب اطفالنا مثل هذه الامور كونهم غير قادرين على الحكم لما هو مؤذي وغير مستحب ، فأطفالنا امانة في اعناقنا.


للمزيد من المعلومات والاستشارات شاركوا بتعليقاتكم

اذا اعجبتك هذه المقالة شاركها عبر الروابط بالاسفل

ليست هناك تعليقات: